أظهرت دراسة حديثة أن قراءة الرسائل وتصفح الإنترنت عبر التليفونات الذكية يجبر الشخص على تقريب الجهاز لعينه لمسافة أقرب من تلك التى يستخدمها الشخص لقراءة كتاب أو جريدة مما يجهد العينين.

كما أظهرت أن قرب المسافة بالإضافة لصغر حجم بنط الكتابة يمكن أن يجهد العين أكثر، خاصة للأشخاص الذين يرتدون بالفعل نظارات طبية أو عدسات لاصقة، وفقاً للدراسة التى نشرت بعدد شهر يوليو/تموز من الدورية الطبية Optometry and Vision Science.

وقال كاتب الدراسة مارك روزنفيلد، من كلية سنى لعلم قياس البصر فى نيويورك: "الأشخاص يحملون أجهزة المحمول على مسافة قريبة من العين، والتى يكون عليها أن تجتهد أكثر لتركز على الكلمات المطبوعة".

وأضاف روزنفيلد "معنى أن تعمل العين باجتهاد أكبر أن يعانى الشخص من أعراض الصداع وضعف الرؤية، إن قراءة رسائل وتصفح مواقع على الشبكة العنكبوتية من خلال الجوال الذكى يمكن أن يؤدى أيضاً لجفاف العين وعدم الراحة وضبابية الرؤية نتيجة تقريب شاشة الجوال للعينين لفترات طويلة".

وقد جاءت فكرة هذه الدراسة للباحث أثناء رحلة إلى عمله بالقطار عندما لاحظ استخدام عدد من المسافرين التليفونات الذكية بطريقة تدفعهم لتقريبها للعين.

وقام الباحث بإجراء تجارب بسيطة، واستعان فى أحدها بـ130 متطوعا فى متوسط عمر "23 عاماً"، وطلب منهم قراءة رسالة على المحمول.

وفى تجربة أخرى طلب الباحث من 100 متطوع فى متوسط عمرى "25 عاماً" تصفح الإنترنت من على أجهزة الجوال، ثم قام الباحث بقياس المسافة بين الأجهزة والعينين وكذلك بنط الكتابة.

وبمقارنة الأمر عند قراءة جريدة أو كتاب، وجد الباحثون أن متوسط المسافة بين العين والكتابة تقترب من 16 بوصة، بينما تقل إلى 14 بوصة عند التعامل مع الجوال، وعند تصفح الإنترنت يكون متوسط المسافة 12.6 بوصة.

وتبين أن بنط الكتابة لرسائل الجوال يكون أكبر بقليل من الجريدة، بينما بنط النصوص على صفحة الإنترنت يمثل حوالى 80% من بنط الجريدة المطبوعة.

وتشير نتائج الدراسة لنقاط مهمة لكل من الأطباء ومستخدمى هذه الأجهزة، فمع حتمية استخدام هذه الأجهزة لمواكبة تطور العصر، يكون على أطباء العيون اختبار رؤية الأشخاص من مسافات أقرب ووصف نظارات للقراءة من مسافة قريبة.

وهناك طريقة بسيطة لمدمنى هذه الأجهزة الذكية لتخفيف إجهاد العين، وتتمثل فى تكبير حجم بنط الكتابة على الجهاز، كما أشار د. سكوت ماك آى، أستاذ البصريات بالمركز الطبى بجامعة روشيستر