بسم الله الرحمن الرحيم

يمثل موقع يوتيوب Youtube ظاهرة فريدة من نوعها. فكرة بسيطة جدّاً تحولت في وقت قصير إلى ثورة شاملة غيرت الكثير من المفاهيم، وخلقت نوعاً من الإعلام الموازي الذي أثر كثيراً على وسائل الإعلام التقليدية.

ويوتيوب هو موقع لمشاركة ملفات الفيديو، حيث يستطيع مستخدموه أن يحمّلوا ملفات الفيديو الخاصة بهم عليه، ويتشاركوها مع الآخرين، كما يمكنهم مشاهدة مئات الآلاف من ملفات الفيديو التي رفعها المستخدمون الآخرون، إضافة إلى عدد هائل من الفيديوكليبات، وحلقات من البرامج التليفزيونية، واللقطات الطريفة، واللقطات التعليمية، والأفلام القصيرة، وغيرها. بدأ الموقع في منتصف فبراير 2005 على يد ثلاثة من الموظفين السابقين في شركة Payapal، وفي أكتوبر 2006 اشترت جوجل الموقع بمحتوياته بـ 1.65 مليار دولار!

"تشاد هارلي"، و"ستيف تشين"، و"جاود كاريم" هم ثلاثة موظفين في شركة paypal،ترك الثلاثة الشركة، وقاموا بتأسيس موقع يوتيوب. وكمعظم المشروعات الشبيهة، بدأ المشروع في أحد الجراجات، ثم بدأ يحصل على استثمارات من أشخاص انضموا

إليه بسبب نموه المتسارع، والشعبية الكبيرة التي حققها في وقت قصير. وفي صيف 2006 كان يوتيوب قد أصبح واحداً من أسرع مواقع الإنترنت نموّاً على الشبكة، ووفقاً لتصنيف "أليكسا"؛ فإن الموقع أصبح خامس أكثر المواقع شعبية في العالم، حيث يتم استخدامه بمعدل 100 مليون مشاهدة يوميّاً، ويتم تحميل أكثر من 65 ألف فيديو جديد عليه يوميّاً. وبعد أن وفّقت يوتيوب أوضاعها القانونية مع بعض شركات الميديا التي كانت تمتلك بعض المحتوى الذي كان يرسله المستخدمون، قامت جوجل بشراء الموقع مع احتفاظه بإدارة منفصلة عنها.وتمنع سياسة الموقع تحميل الموادّ ذات حقوق الملكية الفكرية، والموادّ الإباحية أو التي تدعو إلى الجريمة والإعلانات التجارية. ولا يوفر الموقع وسيلة لتنزيل مقاطع الفيديو والاحتفاظ بها على جهاز الكمبيوتر، إلا أن العديد من البرامج ظهرت بعد ذلك؛ للالتفاف حول هذه المشكلة، وتمكين المستخدم من تنزيل محتويات الموقع.

وبسبب بعض المشاكل التي نجمت عن قيام بعض المستخدمين برفع موادّ ذات حقوق ملكية فكرية على الموقع، فقد قام يوتيوب في مارس 2006 بتحديد طول ملف الفيديو الذي يمكن رفعه بعشر دقائق فقط (وإن كان الرقم الفعلي الذي يقبله الموقع عشر دقائق و 58 ثانية)، إلا أن المستخدمين تحايلوا على هذا الأمر بتقسيم الملفات الكبيرة إلى أجزاء! وقد أدت هذه المشاكل مع شركات الإنتاج إلى مزيد من الشهرة

وبعد قيام جوجل بشراء الموقع، اتخذت الشركة سياسة إطلاق نسخ محلية من الموقع مثلما فعلت مع محركها الشهير للبحث، حيث دائما ما تراهن جوجل على طبع خدماتها بالطابع المحلي، وحاليا توجد نسخ محلية من يوتيوب خاصة بأستراليا وفرنسا وهونج كونج

إيطاليا واليابان والمكسيك والبرازيل وأيرلندا ودول عديدة أخرى، وتقوم هذه النسخ المحلية من الموقع بعقد اتفاقات مع محطات التليفزيون المحلية لعرض بعض محتواها على الموقع.

وقد بلغ من أهمية يوتيوب أن بدأ مرشحو سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي ستبدأ في 2008 بعمل فيديوهات للدعاية لهم على الموقع، ويستطيع الناخبون مشاهدة برامج المرشحين على يوتيوب؛ للاقتناع بهذا المرشح أو ذاك، كما يستطيعون صُنع ملفات فيديو دعائية لمرشحهم المفضَّل، وأخرى ينتقدون فيها المرشح المنافس، ويقومون بتحميلها على الموقع، وبالتالي يكون لهم دور سياسي

مؤثّر في مستقبل بلادهم باستخدام يوتيوب!

وتشير التقارير إلى أن يوتيوب كان له دور فعال في هزيمة السيناتور الأمريكي "جورج ألين" في انتخابات الكونجرس، وذلك بسبب انتشار مقطع فيديو على الموقع يظهر السيناتور بمظهر الشخص العنصري.وفي الغرب يستخدم الكثير من السياسيين الموقع من أجل تحميل ملفات فيديو تقوم بدعاية سياسية للأحزاب التي ينتمون إليها، وحتى في العالم العربي فإن المعارضين السياسيين يستخدمون الموقع؛ لعرض أفكارهم ووجهات نظرهم على الناس.

يتبع الموقع قوانين الولايات المتحدة الأمريكية في مسألة حقوق الملكية الفكرية، ويقوم الموقع باستمرار بإزالة المواد التي تنتهك قوانين الملكية الفكرية التي يرفعها المستخدمون، وبالرغم من ذلك فإن الموقع يحتوي على الآلاف من المواد التي لها حقوق ملكية فكرية، ومنها الأغاني المصورة، ومقاطع من الأفلام، والبرامج، والمسلسلات التليفزيونية، ويبدو في الواقع أن الموقع لايزيل هذا النوع من المحتويات إلا إذا اشتكى أصحابها. فمثلاً في أكتوبر 2006 قامت يوتيوب بإزالة آلاف من ملفات الفيديو الموسيقية اليابانية على إثر شكوى من مؤسسة JASRAC اليابانية المعنية بحقوق المؤلفين والملحنين والمنتجين. وفي صيف 2006 رفع الصحفي التليفزيوني "روبرت تير" أول قضية على الشركة بسبب وجود أجزاء من أعماله التليفزيونية على الموقع، ولا زالت القضية منظورة أمام

المحاكم حتى الآن.

ثم قامت يوتيوب بتوفير خاصة "التّأشير Flagging" على المحتوى، بحيث يستطيع المستخدمون وضع علامة على ملف الفيديو الذي يرون أنه من المفروض إزالته، إذا كان يحتوي على موادّ لها حقوق ملكية فكرية، أو على مواد غير مناسبة أو مخلة، ثم يقوم الموقع بمراجعة هذه الموادّ؛ ليقرر رفعها من عدمه. وفي أكتوبر 2007 أعطت يوتيوب شركات الميديا الحق في إزالة المحتويات التي يمتلكونها إذا تسربت إلى الموقع بدون إذن صريح منهم.

تم منع يوتيوب في عدد من البلدان لأسباب مختلفة، ولأسباب غير معلنة أحيانا،فالموقع ممنوع في البرازيل وتركيا وإيران والمغرب والإمارات العربية المتحدة.وتتراوح أسباب المنع بين وجود محتوى يعتبر غير أخلاقي، وبسبب وجود مواد سياسية معينة. وفي الغرب تمنع الكثير من المدارس الدخول على الموقع عبر شبكاتها المحلية بسبب قيام الطلاب بتحميل الكثير من ملفات الفيديو مما يستهلك

سرعة اتصال الإنترنت.

وبسبب النجاح الهائل لموقع Youtube.com، فقد تسبب تشابه اسمه مع موقع لشركة مواسير أمريكية يحمل موقعها العنوان utube.com إلى وصول الكثير من الباحثين عن موقع الفيديوهات، والذين لا يعرفون الهجاء الصحيح للاسم، إلى موقع شركة المواسير، مما سبب ضغطاً هائلاً على الموقع، بحيث أصبح الموقع خارج الخدمة عدة مرات من كثرة ضغط الزوار عليه! رفعت شركة المواسير قضية على يوتيوب مطالبة بأن يحتفظوا هم باسم الموقع الخاص بهم، ويبحث موقع مشاركة الفيديو عن اسم آخر!

يعتمد الموقع على برنامج ماكروميديا فلاش (الذي يعرف الآن بأدوب فلاش)؛ حيث يتم عرض الفيديوهات بجودة مقاربة للجودة التي تظهر بها في برامج ويندوز ميديا بلاير والبرامج الشبيهة، ولكن على المستخدم أن يقوم بتنزيل إضافة صغيرة plug in إلى المتصفح الخاص به أولاً؛ ليستطيع مشاهدة ملفات الفيديو. وتكون ملفات الفيديو على الموقع دائما بمقاس 320 × 240 بكسل، وبمعدل عرض 25 إطاراً في الثانية.يقبل الموقع رفع مقاطع الفيديو من الصيغ التالية: .WMV, .AVI, .MOV, .MP4. وبعد أن يقوم المستخدم برفع Upload ملف الفيديو الذي يرغب في مشاركته إلى الموقع، يقوم يوتيوب بتحويل الملف إلى الصيغة .flv ويتم تخزين مقاطع الفيديو

على الخادم بطريقة تجعل الحصول عليها صعباً. ويمكن للمستخدم دائما البحث عن ملف الفيديو بعد اكتمال تحميله في مجلد ملفات الإنترنت المؤقتة على جهازه، وتشغيله بالبرنامج الشهير VLC، كما يمكنه الآن استخدام بعض البرامج التي تقوم بتسهيل تخزين ملف الفيديو على الجهاز مثل برنامج Replay Media Catcher.

أدى الموقع إلى ظهور نوع آخر من الإعلام الموازي؛ فبفضل الانتشار الهائل للكاميرات الرقمية وكاميرات الهواتف المحمولة واتجاه أسعارها إلى الانخفاض المستمر، وتراكم كميات هائلة من مواد الفيديو لدى المستخدمين مع وجود نزعة إبداعية لدى الكثير منهم، وجود موقع مثل يوتيوب يسمح لهم بعرض إبداعاتهم، والمواد التي صورها على العالم ومشاركتها مع الملايين، فقد تحول الكثير من الناس العاديين الذين لا علاقة لهم بالإعلام إلى نجوم حقيقيين وصُنّاع للأحداث. ومن أكثر الأشخاص الذين حازوا شهرة فائقة في معظم أنحاء العالم: طالبان جامعيان من كاليفورنيا يقومان بكتابة وتمثيل وإخراج بعض الاسكيتشات المصورة القصيرة، ويرفعانها على الموقع تحت الاسم Smosh. هناك أيضا فتاة صغيرة تعرف بـ lonelygirl15، وهي تقوم برفع ملفات فيديو تصور حياة فتاة خيالية تدعى

Bree، وقد حازت هذه الحلقات القصيرة على شهرة كبيرة، ووصل عددها حتى الآن إلى 321 حلقة!

وفي مصر هناك المُدَوِّن الشهير "وائل عباس"، والذي تحظى مدونته والفيديوهات التي يصورها ويرفعها على اليوتيوب بشهرة كبيرة، وتتناقلها وسائل الإعلام الغربية.

1. ادخل على يوتيوب في العنوان التالي: www.youtube.com، ثم اضغط على الزر sign up الذي يظهر بالأعلى.

2. املأ البيانات المطلوبة واختر اسم حساب وكلمة سر، وفي دقائق سيكون لديك حساب في الموقع.

3. الآن سيظهر لك زر جديد في الصفحة الرئيسية هو upload؛ لتستعمله في رفع ملفات الفيديو الخاصة بك إلى الموقع. وعند الضغط عليه سيطلب الموقع أن يتأكد من صحة إيميلك، وعندما تصلك الرسالة من الموقع اضغط على اللينك المرفق لتنقلك إلى صفحة الرفع. اختر اسم لملف الفيديو يتناسب مع محتواه، واكتب له وصفا يسهل عملية الوصول إليه باستخدام محرك البحث، يمكنك اختيار أن يكون ملف الفيديو عاما يستطيع مشاهدته الجميع، أو خاصا لا يستطيع مشاهدته سوى أشخاص محددين تحددهم أنت.

4. الآن أصبحت مستخدما نشطا للموقع وصار لديك صفحة بها فيديوهاتك. يمكنك أن تعرف عدد الأشخاص الذين شاهدوا الفيديو وتقرأ تعليقاتهم عليه. وسوف تدفع يوتيوب مبالغ مالية لأصحاب أكثر الفيديوهات مشاهدة. ارفع أفلامك وتشاركها وشاهد ما تحب من مئات الآلاف من الأفلام المعروضة للمشاهدة، فأنت الآن عضوفعال في يوتيوب.

الموقع: www.youtube.com